شدد الرئيس جوزاف عون أمام وفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، على أنّ "المغترب لديه ايمان بوطنه، ولكنه يحتاج الى ان يثق بحكومة بلده ليقدم على الاستثمار فيه، وبهذا يستفيد لبنان من نجاح مغتربيه"، معتبرًا أن كثيرين ممن يتعاطون السياسة في لبنان ليسوا رجال سياسة ولا رجال دولة، بل رجال سلطة.
وأكّد على "أهمية الانتشار اللبناني في العالم"، ومثنياً على الدور الذي تضطلع به الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. ولفت الى ان "المغترب اللبناني كان على الدوام العمود الفقري للبنان، وأثبت ذلك خصوصاً بعد الازمة الاقتصادية التي بدأت في العام 2019، حيث جسّد المغتربون ايمانهم بوطنهم من خلال المساعدات التي كانوا يقدمونها، وقد قدّر البنك الدولي العام الماضي تحويلات المغتربين الى لبنان بعشرة مليارات دولار أميركي في السنة".
وأسف الرئيس عون لهجرة الكثير من شباب لبنان الى الخارج نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد، معتبراً انه على الرغم من ذلك، فإن وجودهم في انحاء العالم يشكل ثروة لبلدهم.
وقال: "اللبنانيون في الخارج ناجحون ومدعاة فخر لنا، ويشاركون في مختلف جوانب الحياة في البلدان التي يعيشون فيها، وحتى داخل مؤسسات الدولة"، وتوجه الى أعضاء الوفد قائلاً: أنا الى جانبكم، واصلوا ما تقومون به بهمّة ووطنية، ولا تنغمسوا في العمل السياسي، وحافظوا على وحدتكم، لان في الاتحاد قوة.
والقى رئيس الجامعة عباس فواز كلمة قال فيها: "إن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هي جمعية لبنانية ذات خصوصية لأنها تأسست إستثنائيا بموجب مرسوم أصدره الرئيس الراحل فؤاد شهاب عام 1960، ترجمة لرغبات ومطالبات المغتربين اللبنانيين وإيماناً منه بأهمية ودور الاغتراب اللبناني، ولتكون صلة وصل بين شطري لبنان المقيم والمغترب."
وأضاف: "هذه الجامعة أنيط بها ان تكون الممثل الشرعي للمغتربين اللبنانيين، ووفق المادة الأولى من نظامها الأساسي، هي "مؤسسة مدنية مستقلة غير سياسية وغير عنصرية وغير إستثمارية"، تنأى بنفسها عن النزاعات الطائفية والمذهبية والسياسية، والأكيد أنها مرَّت بمخاضات منذ تأسيسها نتيجة لما أصاب بلدنا من خضات داخلية ونزاعات، ولكن بفضل حكمة رجالات الاغتراب الكبار، إستطعنا العبور بالجامعة الى برّ الأمان، متجاوزين كل ما يفرِّق، واضعين نصب أعيننا مصلحة لبنان ومصلحة مغتربيه، وخصوصية دورهم الرامي الى نشر ثقافة وحضارة لبنان وقيمه، وأنتم أدرى فخامة الرئيس، فلا يوجد بلد في العالم الا واللبنانيين هم دائما في المقدمة، إن كان في مجال ريادة الأعمال او في المجالات الإقتصادية المتنوعة او في مجال الثقافة والإعلام".
وقال: "تعقد هذه الجامعة مؤتمراتها العالمية الدورية في لبنان، كل ثلاث سنوات، حيث تجدد هيئاتها القيادية، وهي تضم شخصيات وازنة بإمكانياتها المتنوعة وعلاقاتها. وفي هذا العام سوف تعقد مؤتمرها العالمي العشرين خلال شهر كانون الأول، ويشرّفنا بالتأكيد ان يكون هذا المؤتمر تحت رعاية فخامتكم وبحضوركم، ترجمة لتقديركم لعالم الإغتراب اللبناني. "
وتابع: "ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم منذ التأسيس، تربطها علاقات مميزة مع وزارة الخارجية والمغتربين، ومكاتبها موجودة دائما في مقر وزارة الخارجية والمغتربين. وبعد الإنفجار الكارثي لمرفأ بيروت وتضرر مقر الوزارة الكائن في الأشرفية، إنتقلت بمكاتبها الى مبنى لم يكن مجهزاً في وسط البلد في ساحة رياض الصلح، وبناء لطلب معالي وزير الخارجية والمغتربين، وبهدف تأمين إمكانية مراقبة الانتخابات النيابية في بلاد الإغتراب عام 2022، تولت الجامعة ترميم وتجهيز الطابق الأرضي والطابق الأول من مبنى الوزارة، حيث سمح ذلك بمراقبة إنجاز عملية إقتراع المغتربين اللبنانيين في الخارج وفق الأصول، وقد تم إفتتاح هذه المكاتب برعاية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، كذلك إنتقلت مكاتب الجامعة الى هذا المبنى الجديد بالتنسيق الكامل مع وزارة الخارجية والمغتربين وفقا للعلاقة المميزة والمستمرة مع هذه الوزارة".
وتوجه الى الرئيس عون بالقول: "إن انتخابكم رئيسا للبنان اثلج صدورنا فرحاً لأننا ندرك قدراتكم وتميزكم لا سيما بما تضمنه خطاب القسم من توجهات وطموحات، وتخصيصكم الإغتراب اللبناني بما يليق من رؤى هي موضع تقدير عال من الجامعة بهيئاتها. وبالمناسبة أود ان اعبِّر لكم بأن الإغتراب اللبناني وفي أشد المحن التي مرّ بها وطننا لبنان، لطالما كان وما زال رافعة لهذا البلد العزيز في إقتصاده، واستثماراته التي لم تتوقف يوما، وأيضا في تحويلاته المالية. ونحن اليوم نؤكد لكم بأننا كمغتربين على إستعداد تام للمساهمة في إعمار وازدهار وطننا الحبيب يداً بيد مع فخامتكم، ونطمئنكم بأن ثقة الإغتراب اللبناني في مكانها الصحيح. والجاليات اللبنانية في الخارج هي دائما موضع تقدير من شعوب ومسؤولي البلدان التي تستضيفهم، نظرا لعلاقاتهم المميزة مع الجميع وإحترامهم الدائم للقوانين المرعية في هذه البلدان".
كما عرض الرئيس عون مع وزير العدل عادل نصار وضع القضاء وسبل تفعيله وحمايته.
وفي قصر بعبدا، قام سفير كوريا الجنوبية في لبنان بارك إيل بزيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته الدبلوماسية في لبنان. وشكر الرئيس عون السفير الكوري على الجهود التي بذلها خلال فترة وجوده في لبنان والتي امتدت لثلاث سنوات. وتقديراً للدور الذي لعبه السفير الكوري في تعزيز العلاقات بين البلدين ومساعدة عدد من الإدارات الرسمية والجيش اللبناني، منحه رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط اكبر.
ورد السفير إيل شاكراً الرئيس عون على لفتته، معبّراً عن سعادته للفترة التي قضاها في لبنان، مؤكداً انه سيحمل معه دائماً اجمل الذكريات عن هذا البلد وشعبه.
واستقبل الرئيس عون سفير لبنان لدى سلطنة عمان البير سماحة، وجرى عرض العلاقات بين لبنان والسلطنة، كما اطّلع رئيس الجمهورية على أوضاع أبناء الجالية اللبنانية هناك.